تحتوي الدوره على خمسة محطات
المحطة الأولى : احترامهم وتقديرهم
المحطة الثانية : الإقناع بالحوار
المحطة الثالثة : الثقة واتخاذ القرار
المحطة الرابعة : مراعاة النواحي النفسية
المحطة الخامسة : استثارة همتهم ولفت أنظارهم إلى قدراتهم
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى
وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك
تأديبه وإعانته على شهواته ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه , وأنه يرحمه
وقد ظلمه .
ففاته انتفاعه بولده وفوت حظه في الدنيا والآخرة .
وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء .
المحطة الأولى
احترامهم وتقديرهم
قد يغيب هذا عن الآباء والأمهات لأن أولادهم نشئوا أمام
أعينهم صغاراً واعتادوا عليهم وعلى طريقة معاملتهم وأمرهم
ونهيم .مع أن الأبناء يكبرون لكن بعض الآباء لا يشعرون فقد
يبلغ الولد أو البنت السادسة عشرة
من العمر و لا تزال أساليب التعامل معهم هي هي لا تتغير .
فهو أصبح لديه كيان يريد أن يشعر به وأن تكون له شخصيه
مستقلة
كأنه يقول وبقوه
((لي مشاعري وأحاسيسي لابد من احترامها وتقديرها ))
وهذا حق له .
ولنا مواقف من السيرة النبوية ولنتأمل فيها .
( 1 )
أن الرسول عليه الصلاة والسلام أُتي له بشراب فشرب منه وعن
يمينه غلام وعن يساره الأشياخ ، فقال للغلام أتأذن لي أن أعطي
هؤلاء ؟ فقال الغلام لا والله يا رسول الله لا اُثر بنصيبي منك أحدا ،
فتله رسول الله علية الصلاة والسلام في يده . رواه البخاري
( 2 )
تروي عائشة رضي الله عنها أن فاطمة رضي الله عنها كانت إذا
دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها وقبلها وأجلسها
في مجلسه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها
قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها . فلما مرض
النبي صلى الله عليه وسلم دخلت فاطمة فأكبت عليه فقبلته .
يا الله ما أروع هذ1 الموقف !! إنها عظمة هذا الدين يرقق القلب
ويفجر ينابيع الحنان ويذكي أوراق الحب فإذا هو البر المتبادل
بين الآباء والأبناء عاطفة وحنان واهتمام
فبالله عليكم إزاء هذا الهدي النبوي العظيم أن يكون المسلم
متجهماً
لأولاده جافاً في معاملتهم فظاً في مخاطبتهم .
فمن هنا لابد لنا أن نراجع أنفسنا فا الأمة بحاجة ماسه لأبنائها .
( أثبت لابنك أنه جدير بالاهتمام والتقدير من خلال شخصيته
لا مجاملته )
مثال
إذا عمل عملا جميلا
امدحه قل له أنك رائع بابني أو اكتب له بطاقة فيها مثلا أفعالك
تفرض على أن احترمك وأحبك والى الأمام .
كلمات بسيطة تكون لها أثر بالغاً في نفوسهم .
إن كلمات الآباء والأمهات والمربين والمربيات ألمشجعه هي
غالبا ما تشبع هذه الحاجة في نفوسهم والتي تبدأ أي الحاجة
للاحترام منذ الطفولة .
نحن الكبار نحتاج إلى من يثني علينا فما بالكم بالصغار .
المحطة الثانية
الإقناع بالحوار
الحوار هو : القدرة على التفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع
الآخرين
وهو ما يميز الإنسان عن غيره مما يسهل تبادل الخبرات والمفاهيم
بين الأجيال .
ويتم التواصل من خلال عمليتين هما الإرسال ( التحدث )
والاستقبال ( الاستماع ) .
أسئلة هامة :
هل جربتم أسلوب الحوار وإثارة التفكير عند الأبناء ؟
هل حاولتم علاج مشكلة ( ما ) تخصه بصياغتها كموضوع
للحوار معه . فأنه قد يصل هو بنفسه للعلاج دون موجهة مباشرة ؟
حاول وجرب
إياك وسلب شخصيته فهو قتل متعمد للطاقات والمواهب وهو
سلب للرأي والحرية .
ومن ثم نشأة جيل مسلوب الرأي ضعيف الشخصية يعيش في
تردد وحيره واضطراب .
سؤال مهم ؟
بكل صراحة ما هي مفردات الحوار بينكم وبين أبنائكم ؟
منها على سبيل المثال ( هل فعلت كذا ؟ لِمَ لم تُحضر؟ قم , تعال ، اذهب ....إلى أخر مفردات لغة الحوار في سواء في البيت
أو المدرسة ؟!
هذه أدوات جريمة ة وإعدام للشخصية التي أمامك .
ما رأيكم لو كانت المفردات ( ما رأيك ، لو سمحت ، فكر ،
هل تحب أن تعمل كذا ..)
شتان بين المفردات الأولى والثانية !!
فالأولى تهدم ...!! والثانية تبني ..!!
فإن تربية الشباب من الجنسين على الاستقلالية بالتفكير والرأي ،
تفعيل لثقته بنفسه وقوة شخصيته بدل التلقين والتلقي للأوامر
والنواهي كالآلة الصماء ..
قد بقول قائل هذا الأسلوب تمييع لشخصية المربي ..
لا بل هو قوة في الشخصية وثقة بالنفس ورجاحة عقل وسعة علم
وفكر .
لأنه بمجرد ظن المربين أن كل آرائهم وأطروحاتهم صحيحة وغير
قابله للنقاش فهو قتل للشخصية ومصادرة لآراء الأبناء .
كم يكون الابن سعيدا عندما يحاور ويناقش ومن ثم يردك للصواب
إن كان خطأ ما تقول .
وفي القران الكريم أكثر من 500 موقف في قضية الحوار .
منها : ما دار بين الله سبحانه وتعالى وبين موسى عليه السلام
عندما طلب من ربه رؤيته .
ومنها الحوار في قصة صاحب الجنتين .
ومنها قصة قارون مع قومة .
وقصة داود مع الخصمين وغيرها و غيرها الكثير
ولنا أيضا موقف من السيرة النبوية
كان المربي الحبيب صلى الله عليه وسلم يستخدم أسلوب الحوار
مع الشباب كوسيلة اقناعية تجعل الشاب ايجابياً
كما في حديث الشاب الذي قال يا رسول الله : ائذن لي بالزنا ؟!
فأقبل القوم عليه فزجروه قالو : مه مه . فقال النبي صلى الله عليه
وسلم :
1 – دعوه ,
2 – ثم قال أدنه
3 – ثم قال اجلس
4- قال أتحبه لأمك ثم استمر صلى الله عليه وسلم بمحاورته ،
5 – فوضع يده عليه
6 – وقال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه
ست خطوات تربوية فيها من الانتصار ، والدنو , والحوار , والمشاعر , والدعاء ما أعطى نتيجة مبهره !!
والنتيجة :
فما كان من ذلك الفتى إلا أن قال دخلت على رسول الله عليه
الصلاة والسلام وأحب شيء إلي الزنا وخرجت وأبغض شيء إلي الزنا
سؤال / لماذا نفشل في الحوار مع أبنائنا ؟
لأننا غالباً نستخدم في الحوار أسلوبنا خاطئان :
1- أسلوب ( لا أريد أن أسمع شيئا )
فكثيراً ما نرسل لأولادنا أما
( عبارات تسكيت ) مثل فكني , بعدين ,رح لأبيك , رح لأمك ,
ماني فاضي .
أو ( حركات تسكيت ) مثل
عدم النظر إليه , التشاغل بشيء , الاتصال بالجوال
كأن لسان الحال يقول " أصمت رأيك ليس له أهمية "
2- أسلوب المحقق
نوضحه في مشهد
جاء خالد لوالده
يبه اليوم ضربني ولد في المدرسة
أبو خالد ركز النظر في ولده
وقال أنت متأكد إنك مهو أنت اللي بديت عليه ؟
خالد ( لا والله .. أنا ما سويت له شي )
أبو خالد ( يعني معقولة كذا على طول يضربك ؟
خالد والله العظيم ما سويت له شي
الملاحظات :
بدأ خالد يدافع عن نفسه ، وندم لأنه تكلم مع أبيه ...
ولا حظوا كيف أغلق أبو خالد باب الحوار لما تحول في نظر أبيه
من صديق يلجأ إليه ويشكى له همه إلى محقق أو قاض يملك الثواب والعقاب .
ونختم حديثنا اليوم بمهارات التواصل التي يجب أن تتحلى بها
إذا أردت أن تنشىء أبناءً عظاما :
1- النزول لمستوى تفكيرهم .
2- الاستماع الجيد ، استمع بصمت
3- التحدث إليهم .
4- إتقان فن الاقتراب منهم عند الضرورة , والابتعاد
إذا لزم الأمر .
5- احترام حق أبنائنا في الخصوصية .
6- وحقهم في رغبتهم عند عدم التواصل
المحطة الثالثة
الثقة واتخاذ القرار
الهدف منها تكليفهم ببعض المسئوليات . وتهيئتهم لقيامهم
بمسئولياتهم الاجتماعية ومواجهة مشاكل الحياة بأنفسهم .
أكتب مسئوليات كلفت بها أبنائك خلال هذا الأسبوع
1 .................................................. .......
2 .................................................. ......
3 .................................................. ......
مواقف من السيرة النبوية
استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج جيلا من الشباب
فريد من نوعة ، كان يشاورهم ويحترم أرائهم ويوكل أليهم المسؤليات
المهمة في المجتمع .
• بعث أسامة بن زيد رضي الله عنه إلى الشام وكان في جيشه
من كبار الصاحبة كأبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين .
• أعطى الراية لعلي بن أبي طالب في غزوة خيبر
• أرسل مصعب بن عمير المدينة ومعاذ بن جبل إلى اليمن .
والأمثلة كثيرة
وكلهم شباباً في مقتبل أعمارهم لم يتجاوزا العشرين. ولكنة المنهج
النبوي في تربية الشباب.
إن الكثير من الشباب من الجنسين موهوبون ولكن من يشجعهم
ويأخذ بأيديهم .
فبعض الآباء أجهل الناس بمواهب أبنائه وقدراتهم بل تعود أبناؤنا
أن نفكر لهم , ونشتري لهم ونعمل لهم .
فلابد أن ننكر على مجتمعاتنا حجرهم لأبنائهم حتى الثانية
والعشرين وأكثر دون تدريب وتوجيه .
بعض الأمثلة :
أبا أراد أن يسافر اتفق مع الأم أن يعطي بعض المصروف أثناء
غيابة لابنه ذي 14 سنة وقول له اصرف على اهلك حتى ارجع .
فوجىء الأب إن الابن قد وضع سجلا منظما في المصروفات
والمشتريات والمتبقي منها . بل حتى ان الام تحدثة عن رفض الابن
لمشتريات غير ضرورية .
فجميل أن بتعود الشاب منذ الصغر على القيام ببعض المسؤليات .
من اشراف على الاسرة تنظيم الوقت , التخطيط للمستقبل .
ولا شك أن هذا سيعودهم على اتخاذ القرار بكل شجاعة وجرأة . .
مثال ثاني :
طفل يحاول أن يتخار لباسا أعجبه لكن ألام له بالمرصاد .وتجبره
على لباس ( ما ) دون توجيه أو تنبيه .وليس الأمر بالملابس فقط
حتى ألعابهم نتجول معهم وفي النهاية نختار نحن أللعبه . إننا حقاً
لا نتيح لهم الفرصة للاختيار . ولا يمنع هذا من التوجيه والإرشاد
عند اتخاذه قرار خاطىء .
واليكم هذا الموقف في إحدى المحلات لبيع الأحذية شاباً لا يقل
عمره عن 17 سنة طويل وعريض ومعه أمه وقد أتاها الله بسطة في
الجسم . دخلت المحل ممسكة بيد ولدها . فاستطاع الولد الفكاك
من قبضة أمه . ورأيته وقد أختار نوع حذاء ناسبه فلما ذهب به
لامه يريد استشارتها , فبحركة سريعة خطفت الحذاء منه وصرخت
بوجهه وأخذت الحذاء الآخر الذي بيدها.. ثم حاسبت وأمسكت
بيد ولده وخرجت تجره خلفها ..!!
( لا أظن الموقف بحاجة إلى تعليق )
وكثير من في الواقع من الاباء والامهات يسلبون شخصية ابنائهم
في ملبسهم مركبهم ومطعمهم بل الاخطر حتى في الخطبة والزواج .
إن تعويد الولد أو البنت
على تحمل المسئولية واتخاذ القرار من الصغر
تفعيل لثقته بنفسه وقوة شخصيته . فلا بد من تدريبه على
الاعتماد على النفس . ومواجهة المشكلات واتخاذ القرارات بنفسه
لكي يتمكن من مواجهة الحياة وشدائدها .
المحطة الأولى : احترامهم وتقديرهم
المحطة الثانية : الإقناع بالحوار
المحطة الثالثة : الثقة واتخاذ القرار
المحطة الرابعة : مراعاة النواحي النفسية
المحطة الخامسة : استثارة همتهم ولفت أنظارهم إلى قدراتهم
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى
وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك
تأديبه وإعانته على شهواته ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه , وأنه يرحمه
وقد ظلمه .
ففاته انتفاعه بولده وفوت حظه في الدنيا والآخرة .
وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء .
المحطة الأولى
احترامهم وتقديرهم
قد يغيب هذا عن الآباء والأمهات لأن أولادهم نشئوا أمام
أعينهم صغاراً واعتادوا عليهم وعلى طريقة معاملتهم وأمرهم
ونهيم .مع أن الأبناء يكبرون لكن بعض الآباء لا يشعرون فقد
يبلغ الولد أو البنت السادسة عشرة
من العمر و لا تزال أساليب التعامل معهم هي هي لا تتغير .
فهو أصبح لديه كيان يريد أن يشعر به وأن تكون له شخصيه
مستقلة
كأنه يقول وبقوه
((لي مشاعري وأحاسيسي لابد من احترامها وتقديرها ))
وهذا حق له .
ولنا مواقف من السيرة النبوية ولنتأمل فيها .
( 1 )
أن الرسول عليه الصلاة والسلام أُتي له بشراب فشرب منه وعن
يمينه غلام وعن يساره الأشياخ ، فقال للغلام أتأذن لي أن أعطي
هؤلاء ؟ فقال الغلام لا والله يا رسول الله لا اُثر بنصيبي منك أحدا ،
فتله رسول الله علية الصلاة والسلام في يده . رواه البخاري
( 2 )
تروي عائشة رضي الله عنها أن فاطمة رضي الله عنها كانت إذا
دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها وقبلها وأجلسها
في مجلسه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها
قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها . فلما مرض
النبي صلى الله عليه وسلم دخلت فاطمة فأكبت عليه فقبلته .
يا الله ما أروع هذ1 الموقف !! إنها عظمة هذا الدين يرقق القلب
ويفجر ينابيع الحنان ويذكي أوراق الحب فإذا هو البر المتبادل
بين الآباء والأبناء عاطفة وحنان واهتمام
فبالله عليكم إزاء هذا الهدي النبوي العظيم أن يكون المسلم
متجهماً
لأولاده جافاً في معاملتهم فظاً في مخاطبتهم .
فمن هنا لابد لنا أن نراجع أنفسنا فا الأمة بحاجة ماسه لأبنائها .
( أثبت لابنك أنه جدير بالاهتمام والتقدير من خلال شخصيته
لا مجاملته )
مثال
إذا عمل عملا جميلا
امدحه قل له أنك رائع بابني أو اكتب له بطاقة فيها مثلا أفعالك
تفرض على أن احترمك وأحبك والى الأمام .
كلمات بسيطة تكون لها أثر بالغاً في نفوسهم .
إن كلمات الآباء والأمهات والمربين والمربيات ألمشجعه هي
غالبا ما تشبع هذه الحاجة في نفوسهم والتي تبدأ أي الحاجة
للاحترام منذ الطفولة .
نحن الكبار نحتاج إلى من يثني علينا فما بالكم بالصغار .
المحطة الثانية
الإقناع بالحوار
الحوار هو : القدرة على التفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع
الآخرين
وهو ما يميز الإنسان عن غيره مما يسهل تبادل الخبرات والمفاهيم
بين الأجيال .
ويتم التواصل من خلال عمليتين هما الإرسال ( التحدث )
والاستقبال ( الاستماع ) .
أسئلة هامة :
هل جربتم أسلوب الحوار وإثارة التفكير عند الأبناء ؟
هل حاولتم علاج مشكلة ( ما ) تخصه بصياغتها كموضوع
للحوار معه . فأنه قد يصل هو بنفسه للعلاج دون موجهة مباشرة ؟
حاول وجرب
إياك وسلب شخصيته فهو قتل متعمد للطاقات والمواهب وهو
سلب للرأي والحرية .
ومن ثم نشأة جيل مسلوب الرأي ضعيف الشخصية يعيش في
تردد وحيره واضطراب .
سؤال مهم ؟
بكل صراحة ما هي مفردات الحوار بينكم وبين أبنائكم ؟
منها على سبيل المثال ( هل فعلت كذا ؟ لِمَ لم تُحضر؟ قم , تعال ، اذهب ....إلى أخر مفردات لغة الحوار في سواء في البيت
أو المدرسة ؟!
هذه أدوات جريمة ة وإعدام للشخصية التي أمامك .
ما رأيكم لو كانت المفردات ( ما رأيك ، لو سمحت ، فكر ،
هل تحب أن تعمل كذا ..)
شتان بين المفردات الأولى والثانية !!
فالأولى تهدم ...!! والثانية تبني ..!!
فإن تربية الشباب من الجنسين على الاستقلالية بالتفكير والرأي ،
تفعيل لثقته بنفسه وقوة شخصيته بدل التلقين والتلقي للأوامر
والنواهي كالآلة الصماء ..
قد بقول قائل هذا الأسلوب تمييع لشخصية المربي ..
لا بل هو قوة في الشخصية وثقة بالنفس ورجاحة عقل وسعة علم
وفكر .
لأنه بمجرد ظن المربين أن كل آرائهم وأطروحاتهم صحيحة وغير
قابله للنقاش فهو قتل للشخصية ومصادرة لآراء الأبناء .
كم يكون الابن سعيدا عندما يحاور ويناقش ومن ثم يردك للصواب
إن كان خطأ ما تقول .
وفي القران الكريم أكثر من 500 موقف في قضية الحوار .
منها : ما دار بين الله سبحانه وتعالى وبين موسى عليه السلام
عندما طلب من ربه رؤيته .
ومنها الحوار في قصة صاحب الجنتين .
ومنها قصة قارون مع قومة .
وقصة داود مع الخصمين وغيرها و غيرها الكثير
ولنا أيضا موقف من السيرة النبوية
كان المربي الحبيب صلى الله عليه وسلم يستخدم أسلوب الحوار
مع الشباب كوسيلة اقناعية تجعل الشاب ايجابياً
كما في حديث الشاب الذي قال يا رسول الله : ائذن لي بالزنا ؟!
فأقبل القوم عليه فزجروه قالو : مه مه . فقال النبي صلى الله عليه
وسلم :
1 – دعوه ,
2 – ثم قال أدنه
3 – ثم قال اجلس
4- قال أتحبه لأمك ثم استمر صلى الله عليه وسلم بمحاورته ،
5 – فوضع يده عليه
6 – وقال اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه
ست خطوات تربوية فيها من الانتصار ، والدنو , والحوار , والمشاعر , والدعاء ما أعطى نتيجة مبهره !!
والنتيجة :
فما كان من ذلك الفتى إلا أن قال دخلت على رسول الله عليه
الصلاة والسلام وأحب شيء إلي الزنا وخرجت وأبغض شيء إلي الزنا
سؤال / لماذا نفشل في الحوار مع أبنائنا ؟
لأننا غالباً نستخدم في الحوار أسلوبنا خاطئان :
1- أسلوب ( لا أريد أن أسمع شيئا )
فكثيراً ما نرسل لأولادنا أما
( عبارات تسكيت ) مثل فكني , بعدين ,رح لأبيك , رح لأمك ,
ماني فاضي .
أو ( حركات تسكيت ) مثل
عدم النظر إليه , التشاغل بشيء , الاتصال بالجوال
كأن لسان الحال يقول " أصمت رأيك ليس له أهمية "
2- أسلوب المحقق
نوضحه في مشهد
جاء خالد لوالده
يبه اليوم ضربني ولد في المدرسة
أبو خالد ركز النظر في ولده
وقال أنت متأكد إنك مهو أنت اللي بديت عليه ؟
خالد ( لا والله .. أنا ما سويت له شي )
أبو خالد ( يعني معقولة كذا على طول يضربك ؟
خالد والله العظيم ما سويت له شي
الملاحظات :
بدأ خالد يدافع عن نفسه ، وندم لأنه تكلم مع أبيه ...
ولا حظوا كيف أغلق أبو خالد باب الحوار لما تحول في نظر أبيه
من صديق يلجأ إليه ويشكى له همه إلى محقق أو قاض يملك الثواب والعقاب .
ونختم حديثنا اليوم بمهارات التواصل التي يجب أن تتحلى بها
إذا أردت أن تنشىء أبناءً عظاما :
1- النزول لمستوى تفكيرهم .
2- الاستماع الجيد ، استمع بصمت
3- التحدث إليهم .
4- إتقان فن الاقتراب منهم عند الضرورة , والابتعاد
إذا لزم الأمر .
5- احترام حق أبنائنا في الخصوصية .
6- وحقهم في رغبتهم عند عدم التواصل
المحطة الثالثة
الثقة واتخاذ القرار
الهدف منها تكليفهم ببعض المسئوليات . وتهيئتهم لقيامهم
بمسئولياتهم الاجتماعية ومواجهة مشاكل الحياة بأنفسهم .
أكتب مسئوليات كلفت بها أبنائك خلال هذا الأسبوع
1 .................................................. .......
2 .................................................. ......
3 .................................................. ......
مواقف من السيرة النبوية
استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج جيلا من الشباب
فريد من نوعة ، كان يشاورهم ويحترم أرائهم ويوكل أليهم المسؤليات
المهمة في المجتمع .
• بعث أسامة بن زيد رضي الله عنه إلى الشام وكان في جيشه
من كبار الصاحبة كأبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين .
• أعطى الراية لعلي بن أبي طالب في غزوة خيبر
• أرسل مصعب بن عمير المدينة ومعاذ بن جبل إلى اليمن .
والأمثلة كثيرة
وكلهم شباباً في مقتبل أعمارهم لم يتجاوزا العشرين. ولكنة المنهج
النبوي في تربية الشباب.
إن الكثير من الشباب من الجنسين موهوبون ولكن من يشجعهم
ويأخذ بأيديهم .
فبعض الآباء أجهل الناس بمواهب أبنائه وقدراتهم بل تعود أبناؤنا
أن نفكر لهم , ونشتري لهم ونعمل لهم .
فلابد أن ننكر على مجتمعاتنا حجرهم لأبنائهم حتى الثانية
والعشرين وأكثر دون تدريب وتوجيه .
بعض الأمثلة :
أبا أراد أن يسافر اتفق مع الأم أن يعطي بعض المصروف أثناء
غيابة لابنه ذي 14 سنة وقول له اصرف على اهلك حتى ارجع .
فوجىء الأب إن الابن قد وضع سجلا منظما في المصروفات
والمشتريات والمتبقي منها . بل حتى ان الام تحدثة عن رفض الابن
لمشتريات غير ضرورية .
فجميل أن بتعود الشاب منذ الصغر على القيام ببعض المسؤليات .
من اشراف على الاسرة تنظيم الوقت , التخطيط للمستقبل .
ولا شك أن هذا سيعودهم على اتخاذ القرار بكل شجاعة وجرأة . .
مثال ثاني :
طفل يحاول أن يتخار لباسا أعجبه لكن ألام له بالمرصاد .وتجبره
على لباس ( ما ) دون توجيه أو تنبيه .وليس الأمر بالملابس فقط
حتى ألعابهم نتجول معهم وفي النهاية نختار نحن أللعبه . إننا حقاً
لا نتيح لهم الفرصة للاختيار . ولا يمنع هذا من التوجيه والإرشاد
عند اتخاذه قرار خاطىء .
واليكم هذا الموقف في إحدى المحلات لبيع الأحذية شاباً لا يقل
عمره عن 17 سنة طويل وعريض ومعه أمه وقد أتاها الله بسطة في
الجسم . دخلت المحل ممسكة بيد ولدها . فاستطاع الولد الفكاك
من قبضة أمه . ورأيته وقد أختار نوع حذاء ناسبه فلما ذهب به
لامه يريد استشارتها , فبحركة سريعة خطفت الحذاء منه وصرخت
بوجهه وأخذت الحذاء الآخر الذي بيدها.. ثم حاسبت وأمسكت
بيد ولده وخرجت تجره خلفها ..!!
( لا أظن الموقف بحاجة إلى تعليق )
وكثير من في الواقع من الاباء والامهات يسلبون شخصية ابنائهم
في ملبسهم مركبهم ومطعمهم بل الاخطر حتى في الخطبة والزواج .
إن تعويد الولد أو البنت
على تحمل المسئولية واتخاذ القرار من الصغر
تفعيل لثقته بنفسه وقوة شخصيته . فلا بد من تدريبه على
الاعتماد على النفس . ومواجهة المشكلات واتخاذ القرارات بنفسه
لكي يتمكن من مواجهة الحياة وشدائدها .
-->
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق